حينما تشعر أنك وحيد و مهموم ومختنق الصدر
و لاتجد شخص واحد من بين بلايين العالم
من يستطيع أن يبعثر همومك ، وينثر أحزانك للريح
ويعيدك من جديد نقيا و صافيا و عذبا
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تذرف دمعة حارقة
كتأشيرة دخول الى جزيرة الغربة التي تألفها و تألفك .
حينما تكتب بكل شفافية عن الحب ....
و تهدئ الأخرين ورود الأمل و الفرح و التفاؤل
فيما أصابعك تنزف من هذه الأشواك التي أدمتها هذه الورود
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تبتسم نصف حزين ، نصف ضاحك
حينما تكتشف أنك و حيد في زحمة الناس ........
لأن قلبك لا يحب سوى ذلك البعيد البعيد جدا ...
لأن نبضك لا يريد سوى ذلك المستحيل المستحيل جدا ..
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تنظر لغصن القلب
الواقف وحيدا في مهب الريح بأسى وحيره و ذهول .
حينما تشعر بإحساس موجع و مؤلم ...
أنك تنبض بالحب في الزمن الخطأ ، و المكان الخطأ ، والناس الخطأ
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن توقن أنك ذلك الغريب الذي لم يستطع
يوما أن يفارق غربته .
حينما تكتشف أن قلبك مثل الإسفنجة يمتص حزن الناس ، و ألم الناس ،
ووجع الناس .. لكن لا أحد في هذا العالم يراك من الداخل ، لا احد ينظر اليك
بعين قلبه ، ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تقف أمام المرآه ليطالعك صوره وجه
غريب تراه للمره الأولى ، لكنك بالتأكيد تعرفه .
حينما ترى كل الأشياء مائلة ، و غائمة ، و عائمة ..
لا تستطيع أن ترى الأشياء بوضوح ..
وقلبك لا يقبل أنصاف الحلول ..
ونبضك لا يعترف بالقسمة على إثنين ..
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تجعل من جزيرة الغربة
وطنا لك ، و لأحلامك ، و أحزانك .
حينما تكتشف أن المسافة بين النقطتين في حالة الصدق
أطول من المسافة بين الخطوط المتعرجة في حالة الزيف
وأنك وحيد ( عاقل ) في زمن مجنون
أو هكذا يترأى لك ..
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تشعر بسخرية الأشياء
وتفاهة رهافة الحس و الشعور الذي تلازمك .
حينما يتعب قلبك من الركض خلف السراب ..
و يجف قلمك من الغوص في بحر الكلمة الرقيقة
ويبح صوتك من النداء على كل الراحلين و الغائيبين والمفقودين
ماذا بوسعك أن تفعل سوى أن تصمت بألم و أسى
لأنه لم يعد ثمه جدوى من الكتابة في عالم مكتظ بالكآبة .
حينما يحدث معك كل ما سبق فقل
يارب ان ضاقت قلوب الناس عن ما في من خير فعفوك لايضيق